في القيروان: الزيتون يموت واقفا بعد قرون الصمود

مدونة تكروان/اربل بلوغ عربية/ كتب ناجح الزغدودي
تحتل معتمدية نصر الله بولاية القيروان مرتبة متقدمة في انتاج زيتون الزيت ومن حيث عدد الأصول وغابة الزياتين المنتجة. حيث يوجد بالجهة 776 ألف شجرة زيتون لكن منها فقط 93 ألف عود زيتون منتجة منها 26 ألف مطري و67 آلف مروي وتقدر الصّابة هذا العام بجهة نصر الله ب6300 طن منها فقط 550 طن متأتية من المساحات البعلية.
يعود ضعف الانتاج هذا الموسم الى ضعف منسوب الأمطار الذي اثر بدوره على الانتاج الجهوي بجهة القيروان.
قدرت مندوبية التنمية الفلاحية بالقيروان صابة الزيتون للموسم الحالي ب 50 ألف طن وهو ما يعادل 10.5 ألف طن من زيت الزيتون. وهو ما يعني تسجيل تراجع ب67 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط الذي بلغت فيه الصابة 152 ألف طن من الزيتون.
من مظاهر هذا التراجع في انتاج زيتون الزيت ما تعرضت له غابات الزيتون ب”حدائق نصرالله” التي تمسح حوالي 200 هكتار ويوجد بها 10 آلاف شجرة زيتون. وكان يفترض أن تساهم في الانتاج ولو بنسبة قليلة لكن هذا الموسم لم تثمر الاشجار ولو كميات قليل رغم كونها مدمجة ضمن المساحات المروية. وذلك بسبب مشاكل الري وانقطاع مياه العين التي كانت جارية منحدرة من جبل الشراحيل.
من ينقذ غابة الزياتين

جفت غابة الزياتين بسبب غياب الماء واصفرت الأوراق وتهاوت الاجذاع وتم قطع الاشجار الميتة وتحويلها الى فحم واخشاب. وقد أكد عدد من الفلاحين  أن هذه الحالة بدأت تدريجيا منذ سنة 2008 منذ توقفت العين عن التدفق. وكان من المنتظر التدخل من قبل السلط الجهوية ومندوبية الفلاحة لإيجاد حلول عبر حفر بئر عميقة لري غابة الزيتون لكن تعطل المشروع الذي انطلق منذ سنة 2012.
وقال مكرم المرزوقي (فلاح شاب) انه يشعر بالحزب وهو يرى غابة الزيتون ومنها الزيتون الروماني وزيتون غرسه الاجداد وهو يموت. واشار الى أن الزياتين كانت غزيرة الانتاج بشكل قياسي منها شجرة زيتون كانت تنتج حوالي طن من الزيتون لكنها ماتت وذوت. واكد ان غابة الزيتون كان بامكانها تقديم ما قيمته 3 مليون دينار علاوة على توفير مواطن شغل لمئات الشبان في الجني والقص.
زيتونة
مطالب بتوفير الماء
اكد الفلاح يوسف عنان (مسن) ان الزيتون يحتاج الى الماء ليعود الى الحياة وتعود معه حياة مئات الفلاحين بالجهة. وطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتزويد غابة الزياتين بالماء وربطها بالمنطقة السقوية. واشار الى ان معتمدية نصر الله توجد بها موارد مائية وسد من اضخم السدود ولكن لا ينتفع بها اهال يالجهة.
كما طالب علي مرزوقي بتوفير الماء من أجل اعادة الروح للحدائق التي كانت منطقة سقوية تزرع بها الخضر وشتى انواع الغلال. مشيرا الى ان المواشي لم تعد تجد العشب للرعي بسبب الجفاف.
مات الزيتون واقفا في نصر الله وسط تعطل مشروع تزويده بمياه الري. وفي الوقت الذي تحتاج فيه الجهة الى تطوير الانتاج وتوفير مواطن الشغل للشبان العاطلين، يتم اهدار طاقة فلاحية وتشغيلية. فمن سيتدخل لانقاذ ما تبقى من الزياتين.